-A +A
عبدالله الاشعل
في رحاب بيت الله الحرام، وتحت رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين، وفي الأيام الأخيرة المباركة من شهر القرآن. انعقدت قمة التضامن الإسلامي. ومن الواضح والمؤكد أن انشغال المملكة بوقف دماء الشعب السوري، وحقن دماء المسلمين فى كل مكان فرضت أن يكون الموضوع الأساسي لهذه القمة هو التضامن مع الشعب السوري الذى أثقلت محنته ضمير هذه الأمة، بالإضافة إلى تعزيز التضامن الإسلامي. ولاشك أن اجتماع قادة الدول الإسلامية فى الشهر الكريم، وفى الرحاب المقدسة سيوقظ عقل وقلب الأمة بحثا عن حل ناجع للأزمة السورية التى يمكن أن تتطور إلى كوارث داخل سورية وفى الدول المجاورة، ولابد أن تبحث كل أطراف الأزمة مع بقية الزعماء الحلول الناجعة للأزمة مرتفعين فوق الحساسيات.
وقد قرر اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامىة الذى يسبق القمة تعليق عضوية سورية فى المنظمة، لعل ذلك يشكل ضغطا على النظام صوب التسوية. ومما يذكر أن منظمة التعاون سبق أن قررت فى تاريخها منذ قرار إنشائها عام 1969 وتطبيق ميثاق جدة عام 1972 تعليق عضوية مصر وأفغانستان. فقيمة الإجراء هو إشعار الدولة بأنها معزولة فى وسطها الإسلامي.

وإذا كانت المأساة السورية تتصدر جدول أعمال القمة، فإن هموما إسلامية أخرى تزاحم الاهتمام الإسلامي فى القمة، وأبرزها قضية المسلمين فى بورما، وهى ضمن اهتمامات المنظمة الإسلامية منذ عدة سنوات فى إدارة الأقليات الإسلامية فيها، ولكن المشكلة هذه المرة بحاجة إلى دبلوماسية إسلامية واضحة وفعالة وليس مجرد التضامن مع الأقلية الإسلامية.
وأظن أن المعادلة الإقليمية فى سورية تحتاج إلى دقة فى معالجة الأزمة. فقد دخلت فيها أطراف كثيرة. وهناك مخاطر كبيرة على سلامة الأراضى السورية، وتماسك الشعب السوري، وهناك نعرة طائفية خطيرة تروج لها أوساط معادية من مصلحتها أن تمزق المنطقة كلها وتقسمها إلى كيانات طائفية.
ونظن أن القمة سوف تشدد على سلامة الأراضي السورية، والإلحاح بتصور واضح من شأنه أن ينهي معاناة الشعب السوري.
كذلك نأمل أن تلتفت القمة إلى اللاجئين السوريين خاصة أن حملات شعبية بدأت فى المملكة وفى غيرها لتقديم الدعم المالي والمعيشي لهؤلاء اللاجئين.
وأخيرا فإن التنسيق العربي والإسلامي فى الملف السوري بالغ الأهمية. ويجب أن توضع قواعد واضحة لهذا التنسيق.
ولاشك أن الاهتمام الشخصي لخادم الحرمين الشريفين بمحنة الشعب السوري لها أبلغ الأثر فى تحفيز جهود معالجة هذه المحنة.